اَصْحَابُ
الفَضَائِل
حَضَرَةُ
رَئِيْسَ الجَلْسَة، هَيْئَةُ تَحْكِمِ مُسَابَقَة و فَيَااَيُّهَا
المُسْتَمِعُوْنَ الكِرَام
قَبْلَ كُلِ شَيْئٍ
اُهَيْكُمْ تَاحِيَّةً سَامِيَّةً، تَاحِيَّةً اَهْلَ الجَنَّة، اَحْسَنْ تَاحِيَّةِ،
تَاحِيَّةً مِنْ فَضْلِ رَبِّ.
بسم الله
الرحمن الرحيم
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
الحمد لله...
الحمدلله الَّذِي خَبِيْرًا وَبَصِيْرًا، تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فيِ السَّمَاءِ
بُرُوْجًا، وَجَعَلَ سِرَاجًا وَالقَمَرَ مُنِيْرًا
الحمد لله الَّذِي نَزَّلَ فُرْقَانَ عَلى عَبْدِهِ فيِ العَالَمِيْنَ نَدِيْرًا
اشهد أن لا
اله إلا الله وَعْبُدُ القَهَّار و اشهد أن سيدنا محمدً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ. ثُمَّ
الصَّلاَةُ وَ السَّلاَمُ عَلى حَبِيْبِنَا وَشَفِيْعِنَا وَ كَرِيْمِنَا وَمَوْلاَنَا
مُحَمَّد ص.م الَّذِي حَمَلَنَا مِنَ الضُّلُمَاتِ إِلى النُّوْر وَكَذَالِكَ إِلى
صِرَاطَ المُسْتَقِيْم لاَ نَبِيَّ بَعْدَه...... أما بعد.
يَااَيُّهَا
النَّاسُ، إِسْمَعُوْا وَ عُوْا، مَنْ عَاشَ مَاتَ وَمَنْ مَاتَ فَاتَ، وَ كُلُّ مَا
هُوَ آتٍ آتٍ وَ لَيْلُ دَاجٍ، وَنَهَارُ سَاجٍ، وَسَمَاءُ ذَاتُ اَبْرَاجٍ، وَأَرْضُ
ذَاتُ فَجَاجٍ، إِنَّ فِي السَّمَاءِ لَخِبَرًا. وَإِنَّ فيِ الأَرْضِ لَعِبَرًا.
قُمْتُ قَائِمًا اَمَامَكُمْ جَمِيْعًا فِى الْفُرْصَةِ الْجَمِيْلَةِ
اُرِيْدُ أَنْ اُلْقِيَ اِلَيْكُمْ كَلِمَةً قَصِيْرَةً تَحْتَ الْمَوْضُوْعِ:
حُبُّ الوَطَنِ
أَيُّهَا الحَاضِرُوْنَ الكِرَام...
كَمَا هُوَ اْلمَعْرُوْف أَنَّ الوَطَنَ هُوَ بَعْضُ اَحْرُفٍ تُكَوِّنُ كَلِمَةً
صَغِيْرَةً فِى حَجْمِهَا. وَلَكِنَّهَا كَبِيْرَةً فِى المَعْنَى, فَالوَطَن هُوَ
بِمُثَابَةِ الأُمِّ وَ الاُسْرَة.وَهُوَ الحَضَنَ الدَّافِئُ لِكُلِّ مُوَاطِنِ عَلَى
أَرْضِهِ، هُوَ المَكَانُ الَّذِى نَتَزَرَّعُ عَلَى أَرْضِهِ، وَنَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهِ
وَمِنْ خِيْرَاتِهِ، فَمَهُمَا إِبْتَعَدْنَا عَنْهُ يَبْقَى فِي قُلُوْبِنَا دَائِمًا.
يُوْلَدُ حُبُّ الوَطَن مِنَ الإِنْسَانِ، لِذَلِكَ يَعْتَبِرُ حُبُّ الوَطَنْ أَمْرًا
فِطْرِيَّا يَنْشَأُ عَلَيْهِ الفَرْدِ. حَيْثُ يَشْعُرُ بِأَنَّ هُنَاكَ عَلَاقَةٍ
تَرْتَبِطُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ هَذِهِ الأَرْضَ الَّتِى يَنْمُوا وَ يَكْبُرُوا فِى
حَضَنِهَا. وَحُبُّ الوَطَن لَيْسَ حَكْرًا عَلَى أَحَدٍ، حَيْثُ أَنَّ كُلَّ فَرْدٍ
يَعْشِقُ وَيُحِبَّ وَطَنَهُ.
أَيُّهَا الأَ تْقِيَاءُ اْلفُضَلَة....
قَدْ قَامَتْ بَلْدَتُنَا اِنْدَوْنَيْسِيَا مُنْدُ سَبْعٍ وَسَبْعِيْن
سَنَةً بِقَرَارِ اسْتِقْلاَلِ الْبَلْدَةِ فِى السَّابِعِ عَشَرَ مِنْ
اَوْغُسْتُوسْ سَنَةَ اَلْفٍ وَتِسْعُ مِائَةٍ وَخَمْسَةُ وَ اَرْبَعِيْنَ
مِيْلاَدِيَّةً لِلْحُرِّيَّةِ.
فَهَلْ يَسْكُنُ الشَّبَابُ بَعْدَ ذلِكَ سَكِيْنَةً شَدِيْدَةً؟
الْجَوَابُ: لاَ. الشَّبَابُ الْيَوْم كَالتَّلاَمِيْذِ يَنْبغى لَهُمْ اَنْ
يَتَعَلَّمُوْا وَلايَتَكَسَّلُوْا وَلاَ يَغِيْبُوْا عَنِ الْفَصْلِ
وَلايَفِرُّوْا مِنْ اَعْمَالِنَا الْوَاجِبَةِ. وَاَهَمُّ مِنْ ذلِكَ اَنْ
يَدْرُسُوْا الْعُلُوْمَ الدِّيْنِيَّةَ الَّتِى يَسْتَطِيْعُ بِهَا اَنْ
يَزِيْدُوْا اِيْمَانَهُمْ وَاَخْلاَقَهُمْ. كَمَا قَالَ الله تَعَالَى فِى
الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ فِى الْإِنْشِرَاحِ (8) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ.
وَقَالَ الْمَحْفُوْظاَتُ “شُبَّانُ الْيَوْمِ رِجَالُ الْغَدِّ”.
اَيُّهَا إِخْوَانِى الْمَحْبُوْبُوْنَ رَحِمَكُمُ اللهُ
وَكَانَتِ الْمَحَبَّةُ اِلَى بَلْدَتِنَا تَتَصَوَّرُ بِهذَا الْمَجَالِ
وَسَنَكُوْنُ رِجَالَ الْغَدِّوَهُوَ خَلِيْفَةُ اللهِ فِى الْأَرْضِ الَّتِى
تَحْفَظُ اِسْتِمْرَارَ الْحَيَاةِ الْإِنْسَانِيَّةِ فِيْهَا. لاَيَنْبَغِى اَنْ
يَكُوْنَ الْخَلِيْفَةَ بِرَئِيْسِ الْفَصْلِ اَوْ الْمُدِيْرِ اَوِ رَئِيْسِ
التَّلاَمِيْذِ اَوْ الوَزِيْرِ اَوْ رَئِيْسِ الْوِلاَيَةِ وَلَكِنْ اَنْ
يَكُوْنَ نَافِعِيْنَ لِلنَّاسِ لِتَكُوْنَ بَلْدَتُنَا حَسَنَةً عَادِلَةً
مَعْمُوْرَةً كَمَا يَرْجُو مِنْهُمْ مُجَاهِدُوْا الْوطَنَ.
قَدْ عَرَفْنَا اَنَّ اِنْدَونَيْسِيَّا بَلْدَةٌ مَشْهُوْرَةٌ
بْالْمُخْتَلِفَاتِ. فِيْهَا شُعُوْبٌ كَثِيْرَةٌ. وَجُعِلَتِ الشُّعُوْبُ مِنْ
قَبِيْلَةٍ يَخْتَلِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا لِيَتَعَارَفُوْا. كَمَا قَالَ تَعَالىَ
فِى الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ:
ياايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن
اكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير (الحجرات: 13(
لِلشُّعُوْبُ الْمُخْتَلِفَةُ ثَقَافَةٌ مُتَنَوِّعَةٌ الَّتِى يَجِبُ
عَلَيْنَا اَنْ نَحْفَظَهُمْ مَحْفَظَةً نَشِيْطَةً.
اَيُّهَا إِخْوَانِى الْمَحْبُوْبُوْنَ رَحِمَكُمُ اللهُ
اليَوْمُ، قَدْ دَخَلَتِ الثَّقَافَةُ الْغَرْبِيَّةُ اِلَيْنَا وَهُوَ
يَزْدَهِرُ سَرِيْعًا وَاَحَبُّهَا اِلَيْنَا مِنَ الثَّقَافَةِ الْوَطَنِيَّةِ.
مِنَ الثَّقَافَاتِ الْوَطَنِيَّةِ هِىَ wayang kulit وَلاَ يَنْبَغِى لَنَا اَنْ
نَسْتَحْيِ بِذلِكَ. فَاَمَّا فِيْهِ حِكْمَةٌ عَظِيْمَةٌ قَطَفْنَا مِنْهَا.
وَقَالَ الْمِثَالُ حُبُّ الْوَطَنِ مِنَ الْإِيْمَانِ.
قَصِيْرًا، للشباب اليوم كَانَتِ الْأَخْلاَقُ مَجَالَةً مُهِمَّةً
تَتَعَلّقُ مَقَامَهَا الْأَعْلَى عَلَى اَخْلاَقِهِمْ الْكَرِيْمَةِ. وَكَانَتْ
تَتَعَلَّقُ بِمُرُوْؤَةٍ مُدَاوَمَةٍ مُثْبِتَةٍ عَلَى قَلُوْبِ الشَّبَّابِ
الْقَوِيِّ. فَاَمَّا الْأَخْلاَقُ عَاصِمَةٌ مُهِمَّةٌ لَهُمْ لِتَرْقِيَّةِ
وَحِفْظَ بَلْدَتِنَا اِنْدَوْنَيْسِيَا.
كَفَيْتُ هُناَ كَلاَمِى
وَإِنْ وَجَدْتُمْ فِيْهِ الْخَطِيْئَاتِ مِنِّى وَالْعَفْوُ مِنْكُمْ
وَاَشْكُرُكُمْ شُكْرًا كَثِيْرًا عَلَى حُسْنِ إِهْتِمَامِكُمْ وَاسْتِماَعِكُمْ.
وَآخِرُ كَلاَمِى.
وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
No comments:
Post a Comment